استكشاف تأثير المشاعر في نجاح المنتج وتجربة المستخدم – ملخص كتاب “Emotional Design”

خلاصات كتب

في عالم التصميم، تلعب العواطف دورًا حيويًّا في تحقيق التواصل مع الجمهور والارتباط بهم. ويأتي كتاب «التصميم العاطفي»، للخبير والمُصمِّم دونالد نورمان، ليفتح أبواب فهم أعمق لدور المشاعر في عملية التصميم؛ إذ يسعى هذا الكتاب إلى استكشاف كيف يمكن للعواطف أن تكون المحرك الرئيسي لنجاح منتجاتنا وتجاربنا التفاعلية.

يُسلِّط نورمان الضوء على قوة التصميم العاطفي في تشكيل تجربة المستخدم، فيُركِّز على كيفية تأثير التصميم في مشاعر المستخدم واستجاباته، وكيف يمكن لهذا التأثير أن يلعب دورًا حاسمًا في نجاح المنتجات وتفاعُل المستخدمين معها.

تاريخ نورمان وإرثه في هذا المجال يضفيان على محتوى الكتاب طابعًا تطبيقيًّا قائمًا على الأدلة والتجارب، مما يجعله مرجعًا قيِّمًا لروَّاد الأعمال العرب الذين يسعون إلى تحسين تصميماتهم وتحقيق تفاعُل أعمق مع جمهورهم.

الهدف من الكتاب

يهدف هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على أساسيات تصميم المنتجات الناجحة من منظور نفسي، ودورها البالغ الأهمية في التأثير في تجربة المستخدمين وتفاعلهم معها؛ ويمنح روَّاد الأعمال ومُصمِّمي المنتجات الإلكترونية إطلالة تفصيلية على كيفية تحسين تصميماتهم وتطوير تجارب مستخدم مميزة لمنتجاتهم.

من خلال تناوُل العوامل النفسية المؤثرة في نجاح التصميم وتحريك المشاعر المناسبة لدى الجمهور، سيتمكن القرَّاء من توجيه جهودهم بصورة استراتيجية لتحقيق تأثير إيجابي يرتقي بمنتجاتهم ويُثري تفاعل المستخدمين معها.

الأفكار الرئيسية

1. الجوهر الحقيقي للتصميم يكمن في قدرته على تحفيز مشاعر إيجابية وتفاعلات مميزة مع المنتج، وهذا يعني أن المستخدم يجب أن يشعر أن المنتج يُلبِّي احتياجاته العملية والعاطفية، مما يُقوِّي من تجربته ويخلق ارتباطًا أقوى مع المنتج.

2. دمج الجمال مع الكفاءة يمكن أن يخلق تجارب مستخدم استثنائية وناجحة، ويمكن لهذا أن يُعزِّز التفاعل الإيجابي بين المستخدم والمنتج، ومن ثم تعزيز نجاحه.

3. أنماط التصميم الناجحة تظل ثابتة عبر اختلاف الثقافات؛ إذ يظل التفاعل البشري الصحيح مع المنتج واحدًا من أهم عوامل نجاح التصميم، والدعوة إلى خلق تجارب مستخدم فريدة وجاذبة تتجاوز حدود اللغة والثقافة. تُشجِّع هذه الفكرة روَّاد الأعمال العرب على اعتبار التنوع الثقافي عنصرًا أساسيًّا في تصميم منتجاتهم وتجارب المستخدم.

ملخص الكتاب

التصميم العاطفي مجال من مجالات التصميم يُركِّز على خلق تجربة إيجابية للمستخدم من خلال استثارة العواطف، ويمكن أن يكون له تأثير كبير في تجربة المستخدم كلها؛ في المشاعر، والسلوك، والقرارات.

في كتابه «التصميم العاطفي»، يستكشف دونالد نورمان أهمية التصميم العاطفي في التأثير في المنتجات وتجارب المستخدم؛ فيقول إن التصميم العاطفي هو «تصميم المنتجات التي تثير مشاعر إيجابية عند المستخدمين»، كما يتناول أهمية تكامُل العواطف في تصميم المنتجات وتجربتها.

إن المنتجات المستوحاة تصميميًّا والمُشكَّلة بشكل جميل تتفوق في أدائها على المنتجات الأخرى المتواضعة الشكل والتصميم؛ إذ تثير لدى المستخدمين انجذابًا يحمل مشاعر إيجابية، وهو ما ينعكس على زيادة التفكير الإبداعي والقدرة على التكيُّف مع التحديات الصغيرة التي تظهر في أثناء استخدام المنتج.

بالإضافة إلى ذلك، يتبيَّن أن العواطف والمشاعر لا يمكن فصلها عن الإدراك؛ فكل ما نفكر فيه أو نقوم به يكون محاطًا بالمشاعر، ومن ثم تؤثر المشاعر في طريقة تفكيرنا، وتُوجِّهنا إلى اتخاذ القرارات الصحيحة؛ فالتصميم العاطفي يسعى إلى استثارة المشاعر المناسبة لدى المستخدمين لتحقيق تأثير إيجابي في استخدام المنتجات.

ثلاثة مستويات للإدراك

مستويات الادراك الثلاثة

توجد ثلاثة مستويات رئيسية للتصميم العاطفي:

  • المستوى الحسي “Visceral Level

يُركِّز هذا المستوى على المظهر والشعور بالمنتج أو الخدمة، ويتضمَّن ذلك العواملَ المرئية، مثل الألوان والخطوط؛ والعواملَ الحسية، مثل الملمس والوزن وحتى الرائحة.

  • المستوى السلوكي “Behavioral Level

هذا المستوى يُركِّز على كيفية استخدام المنتج أو الخدمة، ويتضمَّن ذلك العواملَ الوظيفية، مثل سهولة الاستخدام والتعلم؛ والعواملَ العاطفية، مثل الشعور بالرضا والراحة.

  • المستوى التأملي “Reflective Level

يُركِّز هذا المستوى على تأثير المنتج أو الخدمة في حياة المستخدم على المدى الطويل، ويتضمَّن ذلك العواملَ الشخصية، مثل القيم والذكريات؛ والعواملَ الاجتماعية، مثل العلاقات والمكانة.

يعتقد نورمان أن التصميم العاطفي الناجح هو تصميم يُلبِّي المستويات الثلاثة جميعها؛ فعند دمجها بصورة صحيحة، يمكن للتصميم العاطفي أن يخلق منتجات تثير المشاعر الإيجابية لدى المستخدمين وتجعل تجربتهم أكثر متعة وفائدة، أي: يجب أن يكون المنتج جميلًا وسهل الاستخدام ومؤثرًا.

ويقدم نورمان في كتابه عددًا من الأمثلة على التصميم العاطفي الناجح، أحدها هو هاتف «آيفون». يعتقد نورمان أن نجاح «آيفون» عائد إلى أنه يُلبِّي جميع المستويات الثلاثة من التصميم العاطفي؛ جميل، وسهل الاستخدام، ويثير مشاعر إيجابية لدى المستخدمين.

مقارنة بين مستويات الإدراك

مقارنة بين مستويات الإدراك الثلاثة

فوائد التصميم العاطفي

من منظور رائد أعمال، أرى أن تصميم المنتجات ذات التصميم العاطفي الناجح أمر ضروري لنجاح أي مشروع؛ فعندما يكون المستخدمون مرتبطين عاطفيًّا بمنتج ما، يكونون أكثر عرضةً لاستخدامه بانتظام والتوصية به للآخرين. ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة المبيعات وتحسين الوعي بالعلامة التجارية.

يوجد عدد من الأمور التي يمكن للتصميم العاطفي فعلها لتحقيق فائدة للمنتج. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد التصميم العاطفي على:

  • تعزيز ولاء العملاء وزيادة المبيعات
  • جعل المنتجات أكثر جاذبية واستخدامًا
  • زيادة الإبداع والتسامح مع الصعوبات الطفيفة
  • جعل عملية التعلم أكثر فاعلية وفائدة
  • خلق ارتباط عاطفي وزيادة الرضا عن المنتج

تحسين تجربة المستخدم بالتصميم العاطفي

توجد طرق عدَّة يمكن من خلالها استخدام التصميم العاطفي لتحسين تجربة المستخدم. إليك بعض الأمثلة:

  • استخدام الألوان والخطوط التي تثير المشاعر الإيجابية

على سبيل المثال: يمكن استخدام الألوان الفاتحة والخطوط الناعمة لخلق شعور بالهدوء والراحة، بينما يمكن استخدام الألوان الداكنة والخطوط الحادة لخلق شعور بالحماس والإثارة.

  • تصميم المنتجات والتطبيقات التي يسهل استخدامها والتعلم منها

يجب أن تكون المنتجات والتطبيقات سهلة الاستخدام؛ حتى يتمكن المستخدمون من البدء في استخدامها بسرعة ودون أي صعوبات. يجب أن تكون أيضًا سهلة التعلم؛ حتى يتمكن المستخدمون من اكتشاف ميزاتها واستخدامها بفعالية.

  • إضافة لمسة شخصية إلى المنتج

قد تساعد إضافة لمسة شخصية إلى المنتجات والتطبيقات في جعلها أكثر جاذبية للمستخدمين، ويمكن ذلك عبر إضافة صور أو رسومات أو نص شخصي إلى الواجهة.

  • تقديم خدمة عملاء ممتازة

يمكن أن تساعد خدمة العملاء الممتازة في خلق تجربة مستخدم إيجابية عن طريق حل المشكلات التي يواجهها المستخدمون بسرعة وفعالية.

الخاتمة

عمومًا، تعمل المفاهيم المطروحة في كتاب “Emotional Design” على تعزيز التصميم العاطفي كأداة قوية لتحقيق تجارب مستخدم مرضية ونجاح المنتجات؛ فهي تُركِّز على الموازنة بين الأبعاد الحسية والسلوكية والتأملية للتصميم، وتُسلِّط الضوء على أهمية العواطف والمشاعر في تفاعُل المستخدم مع المنتجات.

وبالتركيز على استثارة المشاعر الإيجابية باستخدام التصميم العاطفي، يمكن إنشاء منتجات وتطبيقات تُلبِّي الاحتياجات العاطفية للمستخدمين، وتمنحهم تجربة مستخدم إيجابية لا تُنسى.

جاهز لتحويل فكرتك لحقيقة ملموسة وناجحة؟